Translate

الأربعاء، 9 أبريل 2014

ماهي الاسرائيليات ؟


ما هي الإسرائيليات ؟ ولماذا توجد بكثرة في كتب تفسير القرآن ؟

الإسرائيليات : هي مرويات أهل الكتاب من اليهود والنصارى.
شارك القرآن الكريم التوراة والإنجيل في إيراد كثير من قصص الأمم السابقة، ولكن القرآن سلك في ذلك سبيل الإيجاز والاختصار وصولا إلى العظات والحكم، دون أن يولي الأسماء والأمنة والبقاع أي اهتمام إلا ما ذكره منها تحقيقا لمقصد وغاية مرادة.
أما التوراة والإنجيل فقد سلكا مسلك البسط في قصص وتاريخ الأنبياء والسابقين، فتطرقت إلى تفصيلات بعيدة كل البعد عن موطن العبرة والعظة، وذلك بتحديد الأزمنة والأمكنة، وتبيين ما أبهمه القرآن من أسماء لشخوص القصص.

أما مدخل الإسرائيليات في التفسير وعلوم المسلمين، فكان لدخول كثير من أهل الكتاب في الإسلام، محتفظين بموروثهم الأخباري والعقدي. وإن بعض المسلمين لم يقنع بما ورد في القرآن من قصص، بل أخذ يسأل من كان من أهل الكتاب عن تفصيلات أغفلها القرآن عن حكمة، فأدخل هذه الإسرائيليات وأقحمها في تفسير القرآن الكريم ومدونات علوم الإسلام.
وأبرز من أسندت إليه الإسرائيليات ورويت عنه عبد الله بن سلام وكعب الأحبار ووهب بن منبه وعبد الملك بن جريج.

قيمة الإسرائيليات : 
ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله فيما صح عنه: «لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا».
ولذا تقسم الإسرائيليات أقساما ثلاثة:

1 - قسم له شاهد من شرعنا يؤيده ويعضده، وهذا مقبول.

مثال : 
جاء في روايات إسرائيلية تعيين اسم صاحب موسى بأنه الخضر، وهذه الروايات تقبل لأن هذا التعيين جاء على لسان رسولنا محمد عليه الصلاة والسلام فيما صح عنه.
2 - قسم يناقض ما ثبت في شرعنا، وهذا مردود ومرفوض.

مثال : 
رويت قصص في التوراة عن بعض أنبياء الله تنسب إليهم فعل المنكرات واقتراف الكبائر، وهذه القصص لا تقبل بحال لمناقضتها ما ثبت في شرعنا من عصمة الأنبياء
والمرسلين، وتنزههم عن النقائص المشينة.

3 - وقسم لم يؤيده شرعنا ولا كان مناقضا له، وهذا ما ورد فيه الحديث السابق: «لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم»، فنتوقف في هذا القسم لا مصدقين ولا مكذبين.
وإذا كان هذا موقفنا تجاه القسم الأخير، فلا فائدة من إيراده والاحتجاج به وإدخاله في كتب التفسير، فالأولى غض الطرف عنه جملة وتفصيلا.
والأخبار الإسرائيلية شرها مستطيرها قل أن يسلم منها كتاب، ولها آثار سيئة تهدد كثيرا من ثوابت ديننا وتنقضه، لو أنها قبلت من غير تمحيص، خاصة أن غالب من اعتمد عليها لم يميز بين ما هو مقبول وما هو مردود فذكرت في كتبهم بعجرها وبجرها.

ومما ينبغي الإشارة إليه أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا مقلين جدا في تطلب هذه الروايات والبحث عنها، فسؤالاتهم لا تعدو البحث عن ما أبهم من الأسماء في القصص القرآني فحسب.
أما التابعون فقد توسعوا في تتبع مرويات أهل الكتاب، وخاصة مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ).
وفي عصر تابعي التابعين استمر الشغف بالإسرائيليات والعجب بها، فملئت التفاسير بها.

ومما يؤسف له أن بعض علماء أجلاء في التفسير خاضوا في متاهات مرويات أهل الكتاب دون تمحيص وتمييز، ولكن وبرغم ذلك قام كثير من العلماء بالإشارة إلى الإسرائيليات ونقدها وتنقية التفسير منها كما فعل ان كثير في تفسيره، 
@@@@@@@@@@@@@@@@@@. 

ليست هناك تعليقات: