Translate

الأربعاء، 6 أغسطس 2014

ان لله عبادا يضن بهم عن القتل ويطيل اعمارهم في حسن العمل،،،،

اعلموا أن لله ضنائن من خلقه أودع قلوبهم المصون من سره، وكشف لهم عن عظيم أثرهم به من أمره، فهم بما استودعهم من ذلك حافظون، وبجليل قدر ما أمنهم عليه علماء عارفون، قد فتح لما اختصهم به من ذلك أذهانهم، وقرب من لطيف إلفهم عنه لما أراده أفهامهم، ورفع إلى ملكوت عزه همومهم، وقرب من المحل الأعلى بالإدناء إلى مكين الإيواء بحبهم، وأفرد بخالص ذكره قلوبهم، فهم في أقرب أماكن الزلفى لديه، وفي أرفع مواطن المقبلين به عليه، أولئك الذين إذا نطقوا فعنه يقولون، وإذا سكتوا فبوقار العلم به يصمتون. وإذا حكموا فبحكمه لهم يحكمون . 
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( إن لله عباداً يضن بهم عن القتل ويطيل أعمارهم في حسن العمل ، ويحسن أرزاقهم ويحييهم في عافية ، ويقبض أرواحهم في عافية على الفرش ، فيعطيهم منازل الشهداء ) .
وقال عليه الصلاة والسلام : ( إن لله ضنائن من خلقه يغذوهم في رحمته محياهم في عافية ومماتهم في عافية ، وإذا توفاهم توفاهم إلى جنته أولئك الذين تمر عليهم الفتن كقطع الليل المظلم وهم منها في عافية ) .
وقال رسول الله عليه الصلاة والسلام : (( إنَّ لله ضنائنَ من خلقه يأبى بهم عن البلاء ، يُحييهم في عافية ، ويُميتهم في عافية ، ويُدخلهم الجنَّة في عافية )) .
وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( إنَّ لله عباداً هم أهلُ المعافاة في الدنيا والآخرة )) .
وقال ثابت البناني : إنَّ لله عباداً يُضَنُّ بهم في الدنيا عن القتل والأوجاع ، يُطيلُ أعمارهم ، ويُحسِنُ أرزاقَهم ، ويُميتهم على فُرشهم ، ويطبعُهم بطابع الشهداء .
وكان أبو ثعلبة الخشني يقول : إني لأرجو أنْ لا يخنقني الله كما أراكم تُخنَقون عند الموت ، وكان ليلة في داره ، فسمعوه ينادي : يا عبدَ الرحمان ، وكان
عبدُ الرحمان قد قُتل مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ثم أتى مسجدَ بيته ، فصلى فقُبِض وهو ساجد .
وقُبِضَ جماعة من السَّلف في الصلاة وهم سجود . وكان بعضهم يقول لأصحابه : إنِّي لا أموت موتَكم ، ولكن أُدعى فأجيب ، فكان يوماً قاعداً مع أصحابه ، فقال : لبَّيك ثم خَرَّ ميتاً .
وكان بعضهم جالساً مع أصحابه فسمِعوا صوتاً يقول : يا فلان أجِبْ ، فهذه والله آخرُ ساعاتِك مِنَ الدُّنيا ، فوثب وقال : هذا والله حادي الموت ، فودَّع أصحابه ، وسلَّم عليهم ، ثمَّ انطلق نحو الصوت ، وهو يقول : سلامٌ على المرسلين ، والحمد لله ربِّ العالمين ، ثم انقطع عنهم الصوتُ ، فتتبَّعوا أثره ، فوجدوه ميتاً .
وكان بعضهم جالساً يكتب في مصحف ، فوضع القلمَ من يده ، وقال : إنْ كان موتُكم هكذا ، فوالله إنَّه لموتٌ طيِّبٌ ، ثم سقط ميتاً . وكان آخر جالساً يكتب الحديثَ ، فوضع القلم من يده ، ورفع يديه يدعو الله ، فمات .