عن النبي
مجالس العلماء العمال بالعلم تجلوا القلوب وتصفيها وترقيهم وتزيل قسوتهم .
شكى رجلا الى الحسن البصري
والذكر لغة الحفظ للشيء تذكر الشيء أجراه على اللسان والذكر جرى الشيء على لسانك . اما عند اهل الطريقة فهو الخروج من ميدان الغفلة الى فضاء المشاهدة على غلبة الخوف لكثرة الحب ، وهو بساط العارفين ونصاب المحبين العاشقين وحقيقته ان تنسى ما سوى المذكور (1) .
اقسامهأ- ذكر اللسان : هو المستمد من القلب يردده المحب ويستعذب ترداده ويحب سماعه .
ب- ذكر السر : وهو من مقامات الواصلين من خاصة الخاصة ومعناه غياب الذكر في المذكور بالجملة حتى لا يبقى رسم فيكون هو الذاكر .
وذكر اللسان هو البداية والذكر ذكر القلب ولا يعتبر السالك ذاكرا الا ان يذكر بقلبه ومما يؤيد هذا الكلام قول السيد الشيخ عبد القادر الكيلاني
واجمع شيوخ الطريقة على ان عمدة الطريق الاكثار من ذكر الله عز وجل وان لا دواء ولا أي عمل اخر مهما شرف مقامه انجح من ذكر الله عز وجل وان لا دواء ولا أي عمل اخر مهما شرف مقامه انجح من ذكر الله عز وجل في الوصول والفلاح في الطريق ، يقول بن ابي السعود ابن ابي العشائر ( الاصول التي يبني عليها المريد امره اربعة اشياء : اشتغال اللسان بذكر الله عز وجل مع حضور القلب الى ان يقول ... والاكبر الذي يقلب عين طينه العبد ذهابا خالصا هو الاكثار من ذكر الله تعالى مع الاخلاص ) (3) .
ان مشايخنا الكرام قد جعلوا الذكر اساس الطريق وعملوا على اشتغال المريد بذكر الله على الدوام طوال حياته لانه سبب اليقظة من الغفلة والدواء السريع المفعول لجلاء القلب ، يقول الشيخ علي المرصفي رحمه الله : (قد عجز الشيوخ فلم يجدوا للمريد دواء اسرع في جلاء قلبه من مداومة ذكر الله عز وجل فحكم الذاكرين كما يجلي النحاس المصدي بالحصى وحكم غير الذاكرين من سائر العبادات كمن يجلي النحاس بالصابون )(4)
والذكر هو الوسيلة التي بواسطتها يهزم الشيطان فالذكر اذا تمكن من القلب صار صار الشيطان يصرع اذا دنى من الذاكر كما يصرع الانسان اذا دنا من الشيطان قال الرسول الاعظم
والذكر ينتقل من اللسان الى القلب اذا داوم المريد على ذكر الله عز وجل واصبح يستعذب ترداده ويحب سماعه ويستأنس به حتى يمتزج بروحه ، فيحس المريد ويشعر بذلك الانتقال حيث يشعر بحرارة تداخل القلب ، وعند ذلك يشتغل القلب بذكر الله عز وجل دائما وفي جميع الاحوال ما لم يتعرض لعارض او لسبب ما او غفلة ، وكيف يغفل عن ذكر الله من كان الذكر له مفتاح الغيب وانيس المستوحش وجاذب الخير (5) .
الهوامش :(1) لسان العرب – ابن منظور – ج1- ص106 .
(2) الفتح الرباني – الشيخ عبد القادر الكيلاني – ص 106 .
(3) الانوار القدسية – الشعراني – ج1- ص 115 .
(4) المصدر نفسه – ص70 .
(5) حلية الاولياء – ابو نعيم الاصفهاني –ج6 – ص171 .
المصدر : السيد الشيخ محمد الكسنزان الحسيني – كتاب الطريقة العلية القادرية الكسنزانية – ص297-299 .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق