Translate

الخميس، 20 نوفمبر 2014

في البركة والتبرك

يروى عن السيد علوي بن عباس المالكي أنه كان جالسا في حلقته بالحرم المكي، 
وإلى ناحية أخرى من الحرم يجلس الشيخ عبدالرحمن بن سعدي صاحب التفسير،
والناس في صلاتهم وطوافهم، وكانت السماء محملة بالسحاب، فنزل المطر، وانصب الماء من ميزاب الكعبة، فصار الحجازيون على عادتهم يهرعون إلى الماء المنصب من الميزاب يتناولونه ويصبونه على ثيابهم وأجسادهم يتباركون به..
فارتاع أهل الحسبة وصاروا يقولون لهم: لا، يا مشركون، شرك، شرك..
فانفض الناس ومالوا إلى حلقة السيد علوي فسألوه فأجاز لهم فعل ذلك، وحث عليه، فهرعت الناس ثانية إلى الميزاب يتناولون من الماء غير عابئين بالمحتسبين، وصاروا يقولون لهم: أفتانا السيد علوي بن عباس.. فذهب رجال الحسبة إلى حلقة الشيخ عبدالرحمن السعدي وشكوا إليه السيد علوي، 
فما كان من ابن سعدي إلى أن أخذ رداءه ونهض وجلس إلى جوار السيد في أدب جم، والناس مجتمعون حولهما،
فقال ابن سعدي للسيد: أحق يا سيد أنك قلت للناس بأن في هذا الماء بركة؟ 
فقال السيد: بل قلت بركتان!! 
فقال ابن سعدي: وكيف ذلك؟ 
فقال السيد: قال الله تعالى عن المطر: (ونزلنا من السماء ماء مباركا)، وقال تعالى عن الكعبة: (إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا) فهما الآن بركتان: بركة ماء السماء، وبركة هذا البيت العتيق.
فتعجب الشيخ ابن سعدي وقال: سبحان الله كيف غفلنا عن هذا؟ وشكر السيد واستأذن في الانصراف، فقال له السيد: مهلا يا شيخ، أترى هؤلاء البدو إنهم يحسبون أن ما فعله الناس شركا، وهم لا يكفون عن تكفير الناس ورميهم بالشرك في هذا الأمر حتى يروا من هو مثلك يكفهم، فانهض إلى الميزاب وتناول منه أمامهم حتى ينكفوا عن الناس، فما كان من ابن سعدي إلا أن نهض وذهب وصار يحسر عن ثيابه ويتناول من الماء يتبارك به!
فانصرف البدو عن الناس.
@@@@@@@@@@@

ليست هناك تعليقات: