Translate

الأحد، 1 يونيو 2014

الاعتماد على صحبة الاولياء واطلاق العنان للنفس:

الاعتماد على صحبة الاولياء واطلاق العنان للانفس:
@@@@@@@@@@@@@@
اعلم أن كثيراً من الناس يعتمدون على صحبة الأولياء ، ويُطلقون عنان أنفسهم في المعاصي والشهوات ، ويقولون : سمعنا من سيدي فلان يقول : مَن رآنا لا تمسه النار . وهذا غلط وغرور ، وقد قال - عليه الصلاة والسلام - للذي قال : ادع الله أن أكون رفيقك في الجنة فقال له : « أعِنِّي عَلَى نَفْسِكَ بكَثْرةِ السُّجُود » نعم ، هذا المقالة : إن صدرت من ولي متمكن مع الله فهي حق ، لكن بشرط العمل ممن رآه بالمأمورات وترك المحرمات ، فإن المأمول من فضل الله ، ببركة أوليائه ، أن يتقبل الله منه أحسن ما عمل ، ويتجاوز عن سيئاته ، فإن الأولياء المتمكنين اتخذوا عند الله عهداً فلن يخلف الله عهده؛ وهو أن من تعلق بهم وتمسك بالشريعة شفعوا فيه . والغالب على مَن صَحِبَ أولياء الله المتمكنين - الحفظ وعدم الإصرار ، فمن كان كذلك لا تمسه النار ، وفي الحديث : « إذَا أحَبَّ اللّهُ عَبْداً لَمْ يضرُّه ذَنْب » ، يعني : يُلهم التوبة سريعاً ، كما قيل لأهل بدر : « افْعلُوا مَا شِئْتُم فَقَدْ غَفَرتْ لَكُم » . ولا يتخذ عند الله العهد إلا أهل الفناء والبقاء ، لأنهم بالله فيما يقولون ، فليس لهم عن أنفسهم إخبار ، ولا مع غير الله قرار ، وأما من لم يبلغ هذا المقام فلا عهد له؛ لأنه بنفسه ، فمن تعلّق بمثل هذا فهو على خطر .

ليست هناك تعليقات: